ثمة هاتف خفي قد انطلق يعبث برأسي منذ أيام ..
“هي البلد دي عاوزة إيه تاني عشان تتعدل ؟؟؟؟
سؤال دب في ذهني و كأني الوحيد اللي بيسأل ف مصر !! أو ف برة مصر كمان ما هو مافيش غيرنا
!!
أمضيت هذه الأيام باقتناع اني هاجيب الديب من ديله …
التهمت الصحف .. و بعض كتب التاريخ و السياسة …
قرأت الكثير .. تعمقت في الدراسة .. حتى اكتشفت في النهاية أنني من سيراليون أصلا و لست مصريا
..
فمثلا هناك من يحكي لك عن الشعب المصري المضياف الحبوب .. و التعلب المكار اللي بيغير م المصريين عشان هما فظاع و جامدين .. و البنا بتاع مصر اللي كان أصله فكهاني .. و اللغة الهيروغليفية اللي أول واحد قراها كان من فرنسا .. و مكتبة الإسكندرية العظيمة اللي اول مرة بناها اليونانيين و تاني مرة بنتها تبرعات الدول الصديقة ..
رغي كتير مع إن المسألة ابسط من كدة .. المسألة ليست في ان الرشوة ماكنتش كفاية فاخدنا صفر المونديال .. و لا في فيلم “arrivals”
اللي احنا عايشين فيه ده بقالنا مليون سنة .. و الذي صرنا نفسر بمقتضاه كل حاجة بدءا من عم ابو حمادة البقال اللي رفع سعر العلبة البوكس نص جنيه بحاله و مش هامه حد .. و حتى سلاحف النينجا الأشرار اللي بيتربصوا لمصر و هما قاعدين ف الأوضة الضلمة اللي ف مثلث برمودا …
أريدك فقط ان تعرف الحقيقة الصادمة .. و السلعوة اللي انا جبتها من ديلها .. مافيش حد خرب مصر .. أيوة بكل بساطة مافيش حد خرب مصر .. لا مبارك و لا الملك فاروق و لا جنكيز خان حتى …
إنه النحس يا صديقي ..
هو بغباوته .. و لا شئ غير النحس !!
و إلا فما تفسيرك إذن لما كان عليه المصريون بعد تولي جمال عبد الناصر الذي لا يختلف على وطنيته و نزاهته أحد .. ألم يشعر المصريون لأول مرة بأنه قد آن أوانهم و سيعود مجدهم على يديه و كأنه حسن شحاتة .. ثم ماذا يحدث ؟؟ نخسر امام النيجر ..
آسف !! أقصد تأتي النكسة .. ” نقدر نحارب يا حكيم ؟ ” .. ” برقبتي يا ريس ” ..
ثم ماذا ؟؟
يطلع حكيم ده ف الآخر بيغني .. و الرئيس عبد الناصر الذي أفنى عمره لأجل القومية العربية ؛ ها هم أولاده يجنون ثمارها الآن .. و اللي سبحان الله طلعت أغنية برضه !! سموها بعد كده ” الفيلم العربي
و نعم الثمر يا إخواني
..
إنه النحس يا صديقي .. او الجهل , أو مبدأ اليوم ده ماكنش يومنا و ف الاول و الآخر احنا عملنا اللي علينا و التوفيق ده من عند ربنا.. أو لأن الذي بني مصر كان في الأساس ” كفتجي” أو “فطاطري” ..
قل كما شئت .. لأن اللي يخلي دكتور أطفال يمسك وزير تعليم عشان بيتعامل مع أطفال كتير .. و ابتدائية قديمة تشغل عمال بلدك عشان اشتغلت ف مصنع قبل كده ؛ يقدر يعمل أي حاجة بعدها
..
فعندما يأتي رجل مثل الخديو اسماعيل .. ذلك الجواهرجي الذي قدر قيمة الجوهرة , و أخذ في تلميعها زراعيا و معماريا و تعليميا .. يشق قناة السويس .. و يعد العدة لحفل الافتتاح العظيم الذي فاق في تكاليفه حفل افتتاح سنترال الشيماء اللي ع الناصية عندنا .. و ده لأنه دعا فيه حكام اجانب و رؤساء من بلاد بره .. جمعهم ليخبرهم بأن مصر بدءا من هذا اليوم لن تصبح تحت هيمنة الدولة العثمانية و لا الزلبانية.. ثم يوصي النحات العالمي (الفرنساوي برضه) فريدريك بارتولدي بعمل تمثال يمثل حرية مصر منذ هذا التاريخ .. امرأة ريفية يشع النور من راسها ( من كتر ما مسكت السلك عريان) ترفع شعلة الحضارة للعالم كله بيدها اليمنى .. و باليسرى تحمل كتاب المعرفة .. كل هذا بقامتها التي تعدت قامة تمثال رودس القديم .. الذي تباهى به (اليونانيين برضه) أيام زمان … مصر ستصبح أعظم من اليونان .. هكذا حلم
ثم ماذا ؟؟
يأكل الملوك و رؤساء العالم و يملأون كروشهم .. ثم يتصدون بشدة لهذا الانفصال لأنه يضر بمصالحهم .. و تنفض الحفلة .. و تخيب آمال الخديو العظيم ؛ ففاتورة الأكل كانت أغلى مما توقع و مصر يا كبدي معهاش تحاسب .. فيخليها تبيع حتتين السيغة اللي حيلتها و تتخلى كمان عن تمثال الحرية اللي وعدها بيه عشان يحاسب ع الأكل .. فتشتريه (من غير ما اقول بقى) استغفر الله العظيم ؛ فرنسا , لتهديه لأمريكا في عيد استقلالها , بعد تعديل ملابس المرأة القروية المصرية إلى ملابس (استغفر الله العظيم ) يونانية .. و حبة ماكياج حلوين للست الفلاحة عشان تبقى قد المقام و تقدر تقف وسط أحياء نيويورك و هي مالية مركزها
.. سيبك
بلا محروسة بلا منحوسة
خلاصتها
هي قرعة بس بتتباهى بشعر بت اختها
..
جاتنا سبعتلاف نيلة
sep 2011