نص الكباية المجهول

Posted: سبتمبر 29, 2011 in poetry

الطفل ده عاصر الثورة ف صباه .. و كبر و بقى ف سني أو أكبر … و ماحسش ان الحكاية فرقت كتير …

أنا مش متشائم … بس الكلام الحلو المرسل كل يوم بييجي يجعر ف دماغي لما ينزل الشارع و يصطدم بالواقع …

فكرت كتير .. و لقيت ان الحل الوحيد عشان اسكته و اسكت نفسي ..

 اني ارزعه و ارزع نفسي ف الحيط .. عشان نرتاح ..

 و لقيت ان كلنا لازم نترزع عشان نتعدل..

( و لو اني مش عارف هانترزع اكتر من كده إيه ؟؟ )

و عشان نبطل كلام مش موجود – لغاية دلوقتي – إلا ف أحلام اسم الله على مقامك 80 مليون قيس بن الملوح  …

عشان نبدأ نمشي بجد  .. عشان نشوف البلد دي و لو ليوم ( أو نص ساعة حتى ) حالها ابتدى ينصلح  …

عشان الولد ده لما يكبر ..

ما يلعناش .. زي ما احنا لعنا اللي قبلنا ..


—————————————————–

و سط الوشوش الطيبة

وسط اللي مقهور و اللي ناهض

و اللي مذهول و اللي سادد

و اللي خايف و اللي جاهد

ضد اللي خلو بلدنا مرة

كبرت باسمع

عن هدف واحد

و عن تحرير وعن ثورة

كل حكايتنا ..

و دردشتنا ..

عن اليوم اللي فيه تبقى

أخيراً ..

أمنا حرة

و كنت اسأل ومش فاهم

و إيه يا امّا اللي خلاهم

يقولوا خلاص مافيش حسرة ؟

 

و تحكي الأم حكايتها

و اشوف ف عنيها فرحتها

بيوم هانشوفه بالنصرة :

كان ياما كان

كان في بلد

طفلة و أم

أم ولدوها ولادها

هما روحها هما إيدها

ليها راسها ليها جسم

هما حتى ادوها إسم

هي تديهم نصيبهم

و اتحادهم هو ذادها

بلد ما تعرف الكسرة

 

و جه ده اليوم

و الحق اقول

و انا صغير

مايفرقشي أكيد اليوم ده عن غيره

و إيه معناه

و إيه مغزاه

و ليه اتأخر

لكني لاقيت

ف وش الدنيا تعبيره

أبويا و أمي و جرانّا

كأنه الآخرة و الجنة

ف وش الخلق فرحة

يابوووووووي

كلامك ..

ما عمره هايوفي تقديره

 

و اديني كبرت

و فَتَّحت و وعيت و اشتقت

و قلت افرح بقى بيومنا

لقيت اليوم ده ما أثّـر

و كان ياما كان

بسيط غلبان

بدون تغيير

و ييجي وزير

فلان و فلان

يقول تصريح

نجيب و نزيح

و تاخده الريح

مانعرفله ساعتها مكان

كلام ف كلام

بيتخبط

و بكرة الحال هايتظبط

و ننسى زمان

ولا نفكر

ف فول ولا جاز

وبيت و جهاز

ولا ف ألغاز

ما تتفسر

و ييجي ف يوم

زويل و الباز

نقوم م النوم

صفار الصحرا متخضّر !!!!

 

 و فجأة النيل

صَبَح تمثيل

و رَغي كتير

و حلم كبير

بيتكَسَّر

 

هرم جَبَّار

بلد ثوار

و ألف شعار

و حالنا دمار

ما يتقَدَّر

 

و إيه المطلوب ؟؟

وَطَن مرهوب ؟؟

بـ “فـيس” و “جروب”

كلام معطوب

و ما في الطوب

اللي هايعَمَّر

 

و إيه الموضوع

ده صوت مسموع

لغى الممنوع

و راس مرفوع

و لاجل الجوع

 بيتغَيـَّر

 

خلاص مابقاش غير الأحلام

و أغنية و قناة و جرنال

بقينا ف وهمهم قدام

ف ليلة كنا نور للكون

 و ليه لينا نهارنا ما دام ؟؟

خلاص كات ليلة

و اتقَضِّت ؟؟

و فرحة جميلة

و انفَضِّت

بلدنا ليه ماكبرتشي

و زي اما البلاد كبرت

 

و ضاع الحلم

ف طفولة

و لسة بلدنا مشلولة

يا إمتى اليوم بقى هاتكبر

و تطلع ف القناة الأولى

 

مايو 2011

العيادة

Posted: سبتمبر 29, 2011 in short story

ترى الناس من حولك و أنت في القرن الواحد و العشرين قد فهموا ما لم يكن يتخيله أحد من قبل .. لكن أن يفهموا هم أنفسهم وسط كل هذا فهو الأمر الأشبه بالمستحيل .. و العقل البشري الذي يعرف الكثير مما حوله ثم يخبرك بأنه قد توصل أخيرا لمعرفة نفسه فاعلم أنه أقرب إلى الهذيان منه إلى الصدق ..

عندما سأل نفسه ما الذي جعل عقله إذن يربط بين الشيئين بهذا الإتقان و بهذه السرعة .. و ليس هناك أي أوجه ظاهرة للتشابه ما بين الأمرين , لا يعرف ..

لم ير منزله القديم منذ زمن بعيد ..

مر به و وجد اللوحة المعلقة على شرفته .. و التي أخبرته بأنه لم يعد له بعد الآن .. لم تشفع له أي ذكرى به أو أي ركن فيه و لا حتى لوحات الخط العربي التي خطتها يداه و قد تركت آثارها على الحائط لتخبر مالكها الجديد بأنها قد تحن لصاحبنا بين وقت و آخر  .. لم تستعصي غرفته تلك التي صرف عمره المنصرم بين جنباتها على أحد غيره أراد ان يمتلكها .. لم يشفع له كل ذلك .. و لا حتى شعر بذلك الساكن الجديد .. لأنها بكل بساطة صارت عيادة بيطرية ترتع فيها الكلاب و القطط  دخولا و خروجا طوال النهار .. و لو كان اشتراها آخر لكانت له كما أراد ؛ مكتب توظيف أموال , مصنع بسطرمة .. أي شئ .. مادام توفر لها شرطان ؛ المال و شهادة الترخيص .. هكذا كان يعتقد ..

ما الرابط الذي دفعه إذن ليتذكر قصته تلك العاثرة مع أول إنسانة أحبها و هو يمر بمنزله القديم .. مر على ذلك الأمر الكثير من الوقت أيضا .. تناساه كثيرا حتى نسيه ..

حتى سعيه الذي كان لا ينقطع لمعرفة آخر أخبارها بعد انتهاء الأمر بينهما قد نسيه منذ زمن بعيد .. ما الذي أعاد الأمر إلى ذاكرته الآن إذن ؟

هو الآن فلان الفلاني الذي جعلت السنوات الغابرة اسمه لا يقال وسط الناس بدون ألقاب تسبقه … يطرق الباب بيده اليسرى , و يحمل بالأخرى كل ما جمع في سنواته السابقة ..

هو يعرف أنه أضاع الكثير من الوقت في الصمت و التحفظ .. و لكن كان له عذره في ذلك .. كان يعرف أن الأشياء الثمينة لا يمكن أن تقتنى بمثل هذا النوع من التسرع

يعرف أنه غالبا ما تختل مواعيده عن انضباطها في بضع دقائق من التأخير .. و لكنه أقنع نفسه أن هذه المرة الوضع فيها مختلف فهو ليس ذاهبا الآن ليحضر واحدا من تلك المزادات التي يرتادها دائما بحكم تجارته .. كان يعرف أنها ليست سلعة تشترى لكي يساوم عليها ضد آخر يريدها أيضا .. و كيف يكون ذلك و قد كان ينسى بجوارها تجارته و شهاداته بل و حتى ذاته نفسها .. الوضع هنا مختلف بالطبع ..

لماذا ذكره المنزل القديم بكل هذا الكم من الذكريات .. هي لم تزره من قبل و لو مرة بل حتى لا تعرف مكانه .. إذا أرادت الأشياء أن تتشابه في هذا الكون فلا يشترط لها أن تكون من نفس الفصيلة أو السلالة أو أن تربطها صلة ما على العموم .. فكما أن الماضي المعطر بالذكريات لا يعتد به في أعراف البيع و الشراء  .. كذلك أيضا يمكن أن تجد العلاقات بين البشر قد لا تحتاج في بعض الأحيان سوى أن تأتي مبكراً قليلا بشرط أن تأتي قبل أي شخص سواك و لو بساعة واحدة .. بالإضافة إلى المال و شهادة الترخيص.

 

تمت

 

 

 

 

ثمة هاتف خفي قد انطلق يعبث برأسي منذ أيام ..

“هي البلد دي عاوزة إيه تاني عشان تتعدل ؟؟؟؟

سؤال دب في ذهني و كأني الوحيد اللي بيسأل ف مصر !! أو ف برة مصر كمان ما هو مافيش غيرنا

!! 

أمضيت هذه الأيام باقتناع اني هاجيب الديب من ديله …

التهمت الصحف .. و بعض كتب التاريخ و السياسة …

قرأت الكثير .. تعمقت في الدراسة .. حتى اكتشفت في النهاية أنني  من سيراليون أصلا و لست مصريا

..

فمثلا هناك من يحكي لك عن الشعب المصري المضياف الحبوب .. و التعلب المكار اللي بيغير م المصريين عشان هما فظاع و جامدين .. و البنا بتاع مصر اللي كان أصله فكهاني .. و اللغة الهيروغليفية اللي أول واحد قراها كان من فرنسا .. و مكتبة الإسكندرية العظيمة اللي اول مرة بناها اليونانيين و تاني مرة بنتها تبرعات الدول الصديقة ..

رغي كتير مع إن المسألة ابسط من كدة .. المسألة ليست في ان الرشوة ماكنتش كفاية فاخدنا صفر المونديال .. و لا في فيلم “arrivals”

 اللي احنا عايشين فيه ده بقالنا مليون سنة .. و الذي صرنا نفسر بمقتضاه كل حاجة بدءا من عم ابو حمادة البقال اللي رفع سعر العلبة البوكس نص جنيه بحاله و مش هامه حد .. و حتى سلاحف النينجا الأشرار اللي بيتربصوا لمصر و هما قاعدين ف الأوضة الضلمة اللي ف مثلث برمودا …

أريدك فقط ان تعرف الحقيقة الصادمة .. و السلعوة اللي انا جبتها من ديلها ..  مافيش حد خرب مصر .. أيوة بكل بساطة مافيش حد خرب مصر .. لا مبارك و لا الملك فاروق و لا جنكيز خان حتى …

إنه النحس يا صديقي ..

هو بغباوته .. و لا شئ غير النحس !!

و إلا فما تفسيرك إذن لما كان عليه المصريون بعد تولي جمال عبد الناصر الذي لا يختلف على وطنيته و نزاهته أحد .. ألم يشعر المصريون لأول مرة بأنه قد آن أوانهم و سيعود مجدهم على يديه و كأنه حسن شحاتة .. ثم ماذا يحدث ؟؟ نخسر امام النيجر ..

آسف !! أقصد تأتي النكسة .. ” نقدر نحارب يا حكيم ؟ ” .. ” برقبتي يا ريس ” ..

ثم ماذا ؟؟

 يطلع حكيم ده ف الآخر بيغني .. و الرئيس عبد الناصر الذي أفنى عمره لأجل القومية العربية ؛ ها هم أولاده يجنون ثمارها الآن .. و اللي سبحان الله طلعت أغنية برضه !! سموها بعد كده ” الفيلم العربي 

و نعم الثمر يا إخواني

..

إنه النحس يا صديقي .. او الجهل , أو مبدأ اليوم ده ماكنش يومنا و ف الاول و الآخر احنا عملنا اللي علينا و التوفيق ده من عند ربنا.. أو لأن الذي بني مصر كان في الأساس ” كفتجي” أو “فطاطري” ..

قل كما شئت .. لأن اللي يخلي دكتور أطفال يمسك وزير تعليم  عشان بيتعامل مع أطفال كتير .. و ابتدائية قديمة تشغل عمال بلدك عشان اشتغلت ف مصنع قبل كده ؛ يقدر يعمل أي حاجة بعدها

..   

فعندما يأتي رجل مثل الخديو اسماعيل .. ذلك الجواهرجي الذي قدر قيمة الجوهرة , و أخذ في تلميعها زراعيا و معماريا و تعليميا .. يشق قناة السويس .. و يعد العدة لحفل الافتتاح العظيم الذي فاق في تكاليفه حفل افتتاح سنترال الشيماء اللي ع الناصية عندنا .. و ده لأنه دعا فيه حكام اجانب و رؤساء من بلاد بره .. جمعهم ليخبرهم بأن مصر بدءا من هذا اليوم لن تصبح تحت هيمنة الدولة العثمانية و لا الزلبانية.. ثم يوصي النحات العالمي (الفرنساوي برضه) فريدريك بارتولدي بعمل تمثال يمثل حرية مصر منذ هذا التاريخ .. امرأة ريفية يشع النور من راسها ( من كتر ما مسكت السلك عريان) ترفع شعلة الحضارة للعالم كله بيدها اليمنى .. و باليسرى تحمل كتاب المعرفة .. كل هذا بقامتها التي تعدت قامة تمثال رودس القديم .. الذي تباهى به (اليونانيين برضه) أيام زمان … مصر ستصبح أعظم من اليونان .. هكذا حلم

ثم ماذا ؟؟

يأكل الملوك و رؤساء العالم و يملأون كروشهم .. ثم يتصدون بشدة لهذا الانفصال لأنه يضر بمصالحهم .. و تنفض الحفلة .. و تخيب آمال الخديو العظيم ؛ ففاتورة الأكل كانت أغلى مما توقع و مصر يا كبدي معهاش تحاسب .. فيخليها تبيع حتتين السيغة اللي حيلتها و تتخلى كمان عن تمثال الحرية اللي وعدها بيه  عشان يحاسب ع الأكل .. فتشتريه (من غير ما اقول بقى) استغفر الله العظيم ؛ فرنسا , لتهديه لأمريكا في عيد استقلالها , بعد تعديل ملابس المرأة القروية المصرية إلى ملابس (استغفر الله العظيم ) يونانية .. و حبة ماكياج حلوين للست الفلاحة عشان تبقى قد المقام و تقدر تقف وسط  أحياء نيويورك و هي مالية مركزها

 

.. سيبك

بلا محروسة بلا منحوسة

خلاصتها

هي قرعة بس بتتباهى بشعر بت اختها

..

جاتنا سبعتلاف نيلة

sep 2011